لم تكن مشاركته فنية فقط ، بل كان يحمل رسالة انسانية لجميع شعوب العالم . هذه الرسالة تؤكد على درجة المعاناة التي يعيشها المواطن السوري ..
فالفنان السوري «حازم شريف» من مدينة حلب التي عانت من ويلات الحرب والعنف مايكفي ...تخرج من أعرق معهد عربي للفنون الموسيقى «معهد صباح فخري» والمعروف بسمعته الفنية والموسيقية ...
عاش معاناة المواطن الحلبي الذي يبحث عن لقمة عيشه وعن أولويات حياته ... في الوقت الذي حرق العنف والارهاب مدينته لم يتخلى عن «عوده» لأنه أيقن تماما بأن هذا العود الذي أهداه إيه والده سيكون رسالة وسفيرا لمدينته أمام شعوب العالم ..
بالرغم من أنني لا أهتم كثيرا بهذه البرامج التي تبثها قناة «MBC» ومثيلاتها من القنوات العربية التي هدفها الأساسي الإعلان والترويج لشركات الاتصالات ، إلا أنني أجد بمشاركة هذا العام قراءة مختلفة ..
في العام الماضي فاز «محمد عساف» من أصول فلسطينية والسبب أدائه الفني المميز إضافة لتعاطف الشارع العربي لكونه يمثل هاجس إنساني ويمثل بصوته آلالاف المواطنيين الذين يقبعونا في بيوتهم تحت نيران «العدو الصهيوني»، فلا يمكن أن ننكر بأن تعاطف الشعوب له الأثر الواضح بهذا المجال ، فالحالة الإنسانية هي أكثر ماتشد الشعوب ..
في الموسم الثالث لبرنامج «آراب آيدول» برز الفنان «حازم شريف» كموهبة فنية مميزة جذبة أنظار المتابعين ومن لم يكن متابعا لأدائه وللبرنامج صوت له تعاطفا للحالة الإنسانية التي تعيشها مدينة حلب .. استطاع الفنان «حازم شريف» أن يقدم نفسه للشعوب العربية كمواطن وإنسان سوري يعيش بين حالات الحرب والعنف ولم ينشد لأي طرف من أطراف النزاع ، وتقديمه للشعوب العربية على أنه الفنان والإنسان الذي لم تنال الحرب من عزيمته ، فبالرغم من عظمة آلامهم تمكن أن يوصل صوته وصوت مدينته العريقة بالفن للشعوب العربية.
لم تثنيه أوضاعه المعيشية المتردية ولا هجرته من مدينته بسبب الحروب من مواصلة سعيه للتميز ، وبالرغم من أن فراق والده كان له الأثر الكبير بحياته إلا أنه لم يمنعه من مواصلة المشوار .. أحداث مرت على حياة الفنان كأي مواطن يعيش في مدينة حلب جعلته الشخص المحبب لدى الشعوب العربية خاصة وأن كل ماذكر دفعه للمزيد بالتمسك بهويته وانتمائه لوطنه الأم سورية ، فكانت كلماته وأغاني تعبر عن حس وألم الشارع السوري وتعبر عن أصالته وعراقته خاصة عندما غنى «بدنا نعشق بدنا نحب .. وشوفوا شامنا عن قرب» ...
تمسك الفنان بانتماء وتعبيره بطريقة حضارية وذكية عن معاناة شعبه هي التي جعلت الحالة الإنسانية للشعوب العربية تتعاطف معه ، كان خفيف الظل وعبر عن روقي الشعب السوري وعلى أنه شعب حضاري لا ينسى أصله ولا ينكر الجميل ، لم يكن «حازم شريف» فنان «آراب آيدول» أو أكثر شخصية أثارت الجدل في الأوساط الفنية والاعلامية لعام 2014 فحسب ، بل كان سفيرا للإنسانية من قلب المعاناة ومن قلب الجراح الناذفة في بلده ، فولد التميز من رحم الألم .