نقل موقع «الانتقاد» اللبناني، في تقرير لمراسله من العاصمة الفرنسية باريس، مكاشفات اعترف بها شخص ناشط في ما يسمى «تنسيقيات» إحدى المدن السورية، أكد فيها أن 500 شخص من الذين قيل إنهم قتلوا في الاحتجاجات على يد قوات الأمن السوري لا يزالون أحياء.
وتأتي هذه الاعترافات بحسب الموقع من شخص يتولى في إطار نشاطه ضمن «التنسيقيات» مهمة «إحصاء عدد ضحايا الاضطرابات في سورية خصوصاً أيام الجمعة» في تنسيقية إحدى المدن السورية في الشمال.
وتؤكد هذه الاعترافات ما أعلنته المستشارة الإعلامية والسياسية في رئاسة الجمهورية في موسكو أول أمس عن حصيلة رسمية لعدد القتلى الذي بلغ نحو 1400 شخص، «هم 700 شرطي وعسكري وعدد مماثل من المتمردين»، وذلك رداً على تقارير دولية تحدثت عن 2600 قتيل في الاحتجاجات التي تشهدها سورية منذ ستة أشهر. والشخص المذكور الذي كان يشرح الوضع في جمعة «الحماية الدولية» عن طريق اتصال إلكتروني مع سوريين معارضين في باريس، أضاف: إن المُعارِضَة السورية المختفية عن الأنظار رزان زيتونة، هي المسؤول الأول عن تضخيم أعداد القتلى وهناك وسائل إعلام وأولها «الجزيرة» لا تقبل إلا بما تعطيه زيتونة من أعداد.
وبحسب «الانتقاد»، قدم المصدر شرحاً مفصلاً لأكثر من ساعة عن الأكاذيب التي رُوجت خلال الأسابيع الأخيرة في سورية وقال: إن جمعة «الحماية الدولية» التي أعلن فيها سقوط خمسة عشر قتيلا، لم يسقط فيها في الحقيقة إلا قتيلان أحدهما في اشتباك مسلح مع الجيش السوري والثاني في تظاهرة.
وأعطى المصدر تفاصيل حول هوية الأشخاص الذين أعلن مقتلهم في هذه الجمعة قائلاً: إن هناك عائلة من آل عبيد مؤلفة من سبعة أشخاص انقلبت بهم حافلة «سوزوكي» صغيرة على الطريق السريع بين حمص وحماه. وقال المصدر نفسه: أن «السوزوكي» كما هو معروف، سيارة صغيرة الحجم، وكان رب العائلة يضع خمسة من أولاده في الصندوق الخلفي، وتم وضع أسماء أفراد هذه العائلة ضمن القتلى، ومن قام بهذا العمل، ويقوم به عادة هي رزان زيتونة.
وفي منطقة أخرى، يقول المصدر، تم الإعلان عن مقتل شخص في حين هو في الحقيقة مات جراء نوبة قلبية ولم يكن أصلاً في الشارع حتى يقتل! مقدماً أيضاً أمثلة عديدة عن ضحايا أعلن عن مقتلهم في حين هم في الحقيقة من الذين توفوا وفاة طبيعية.
غير أن المفاجأة التي أوردها المصدر كانت تأكيده القطعي بأن هناك خمسمئة شخص من الذين أعلن عن مقتلهم خلال الأحداث التي شهدتها بعض المناطق السورية، ما زالوا على قيد الحياة وأحياء يرزقون ولم يصبهم مكروه، لكن شهود العيان المصنعين في استديوهات «الجزيرة» و«العربية» وبعض الصحف اللبنانية أعلنوا عن وفاة هؤلاء في اتصالات هاتفية على الهواء أو في اتصالات مسجلة سلفاً، في حين يتم في كثير من الأحيان زج أسماء عسكريين سوريين قتلوا من قبل جماعات مسلحة ضمن لائحة القتلى أحياناً بصفتهم مدنيين، وأحياناً أخرى بصفتهم عسكريين متمردين قتلوا على يد القوات السورية!
ويروي المصدر ذاته، قصة مروعة في هذا المجال قائلاً: إنه تلقى اتصالاً هاتفياً من أحد المسؤولين عن مجموعة مسلحة تعمل في منطقة القصير في محافظة حمص، أبلغه فيه أن مجموعته قتلت مقدماً في الجيش السوري مع عدد من الجنود عبر قصف سيارتهم بقذيفة مضادة للدروع، وأن العملية نفذت منذ ساعة في مدينة القصير. وفي صبيحة اليوم التالي اتصل به الشخص نفسه طالباً منه إبلاغ «الجزيرة» عن اسم الضابط وأسماء الجنود ضحايا العملية الإرهابية على أساس أنهم مجموعة عسكرية متمردة انشقت عن الجيش السوري وتمت تصفيتها من قبل رجال الأمن التابعين للنظام!.