the falcon مشرف
عدد المساهمات : 28 تاريخ التسجيل : 08/09/2011
| موضوع: ما هو مستقبل العلاقة بين الإنسان والبيئة السبت سبتمبر 10, 2011 5:07 am | |
| ماهو مستقبل العلاقة بين الانسان والبيئة؟
وكيف يمكن تكييف البيئة لتكون ملائمة له؟ أسئلة تتردد دائما على ألسنة الناس والمهتمين بالبيئة ، ولكن الدلائل كلها تشير ، مع الاسف ، الى ان بيئة كوكب الارض تواجه خطر التلوث الذي قد يحولها الى بيئة لاتصلح لعيش الانسان فيها . وهذا يجعلنا نتذكر قول الشاعر في هذا المجال:
(تنبهوا**** واستفيقوا ايها البشر من التلوث**** هذي الأرض تحتضر)
وتعتبر الملوثات والنفايات باشكالها الصلبة والسائلة والغازية ، مشكلة العصر التي تسعى الدول لايجاد حلول لها ، حيث تطمح هذه الدول للوصول مستقبلا الى زراعة تحسن البيئة ، والى صناعة بلا نفايات باعتبار ذلك هو حلم الاجيال في المستقبل. وان الاهتمام بالبيئة ودراستها باسلوب علمي له مستقبله ومردوداته الايجابية التي تساعد الانسان في السيطرة على تلوث الهواء والماء والتربة وحماية البشر من مخاطر هذا التلوث. وعلى الرغم من التقدم العلمي والتكنولوجي الذي توصل اليه الانسان ، والذي حصل في كل مرافق الحياة ، فلا زال هنالك العديد من المشاكل البيئية التي يقف امامها العلماء والباحثون حائرين. والكثير من هذه المشاكل تتجه نحو وضع أسوأ مما كانت عليه في السابق. فعلى سبيل المثال لا الحصر كان عدد نفوس العالم في القرن العشرين نحو ثلاثة بلايين نسمة ، اما في القرن الحادي والعشرين فان هذا الرقم يقترب من ستة بلايين نسمة ، أي بزيادة قد تصل الى تسعين مليون نسمة سنويا. وقد اصبح الجوع وظاهرة الموت جوعا (اسلوبا) للحياة في بلدان العالم الثالث ، وهنالك ايضا ملايين من البشر يموتون سنويا بسبب الجوع والمرض والحرمان نتيجة ماتعانيه البيئات التي يعيشون فيها من آثار سلبية وضارة.
وتشير الكثير من الدراسات العلمية الى ان هنالك انقراضا للعديد من انواع الكائنات الحية بشكل مستمر ، حيث تقدر هذه الدراسات والبحوث العلمية بان هذه الاصناف تنقرض بمعدل (40 – 100) صنف كل يوم . كما ان التربة في كل ارجاء العالم تتعرض الى التعرية والانجراف والمراعي الخضراء الى التلف. ان العالم يفقد حاليا مايقارب 75 بليون طن من التربة الصالحة للزراعة سنويا نتيجة لتعرية الرياح والمياه لها. واذا اردنا ان نعطي صورة مبسطة لهذا الرقم فأن تعرية التربة بمعدل 75 بليون طن سنويا لفترة سبع سنوات سيسلب من اراضي العالم الصالحة للزراعة ما مقداره 525 بليون طن متري وهذا المقدار يعادل ما موجود في الولايات المتحدة كلها من تربة صالحة للزراعة. يضاف الى قائمة المشاكل البيئية المتزايدة مجموعة اخرى من المعضلات منها: 1. مشكلة تلوث المياه الجوفية 2. إتلاف طبقة الأوزون 3. الامطار الحامضية 4. ارتفاع حرارة الكرة الارضية او ظاهرة الاحتباس الحراري 5. الجبال المتنامية من القمامة وفضلات المدن
وإن حل هذه المعضلات البيئية لن يكون امرا سهلا او هينا.. وسيحتاج الانسان الى اساليب ذكية وتغييرات سريعة في اسلوب حياته وسلوكه لكي يقف بوجه هذه المعضلات البيئية وسيحتاج الى طريقة او اسلوب مستدام ومساعد ليتجاوز به هذه المحنة ، طريقة لانجاز اعماله والعيش على كوكب الارض دون ان تؤدي هذه الطريقة الى افلاس الارض من مواردها الطبيعية. ويطلق الكثير من العلماء والمهتمين بالبيئة على هذا الاسلوب بالتطور المستدام ، ويقصد به خلق علاقة جديدة للتعامل مع كوكب الارض ، وهذا يعني ايجاد طرق جديدة في ادارة الموارد باستخدام افضل المعارف العلمية المتاحة وفهم الانظمة الطبيعية المعقدة وكيفية الحفاظ عليها حتى وان تحسنت مع الوقت. وسوف لن يكون من الضروري على الانسان اجراء تغييرات جذرية في كل نواحي الحياة من الزراعة الى ادارة الغابات الى انتاج الطاقة...الخ. ومن المؤكد ان انشاء علاقة مستدامة مع البيئة سيحتاج الى استخدام الموارد بشكل اقتصادي اكبر ، حيث سيستخدم الانسان مايحتاج اليه ويتعامل مع كل الموارد الطبيعية باسلوب اكثر كفاءة مما يستخدمه اليوم. ان اقامة اسلوب مستدام في التعامل مع البيئة والموارد الطبيعية يعني توسعا كبيرا في الجهود لاستخدام الموارد المعادة ، ليس فقط بنقل هذه الموارد الى الاسواق وانما بتشجيع المنتجين على استخدام الموارد الثانوية في الانتاج وتشجيع المواطنين على شراء المنتجات المصنعة من مواد معادة ، او اعادة استخدام مياه الفضلات والمجاري وذلك بتنقيتها وتصفيتها واستخدامها لاغراض الزراعة او سقي الحيوانات او لاغراض مماثلة. ان خلق مجتمع مستدام مع البيئة يعني الميل الى مصادر طاقة نظيفة واقتصادية ومتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح. ومن المقومات الاخرى للمجتمع المستدام هو التجديد الذي يشمل تجديد زراعة الغابات وخاصة الاراضي التي تنال نصيبا وافيا من الامطار لضمان وجود مصادر كافية من الموارد للاجيال القادمة وللعديد من الكائنات التي تشاركنا العيش على هذا الكوكب. ومن الامور الضرورية لانجاز جهود الانسان في خلق مجتمع مستدام هو السعي والاجتهاد في تقليل وتحديد النسل والسيطرة على النمو السكاني الهائل ، وهذا يعني تحديد النسل في كل بقاع العالم ، لا ان يقتصر هذا التحديد على الدول النامية الفقيرة.
إن ازدياد السكان في الدول الغنية وما يرافقه من هدر شديد في الموارد بسبب اسلوب الحياة المترف في هذه الدول قد يساهم بشكل كبير في الكارثة التي تهدد الارض ، وهو اكثر خطرا من النمو السكاني في الدول النامية.
ان النمو السكاني يمكن السيطرة عليه ، وهذا يدعم الجهود المبذولة في ادارة الكيفية التي يتوزع بها السكان على كوكب الارض ، واذا التزم الانسان بارقام منطقية في النمو السكاني فانه يستطيع الحفاظ على الاراضي المزروعة والغابات والمراعي البرية وهذه جميعها عوامل ضرورية لمستقبل البشرية ومهمة لبقاء الاجناس التي لاتحصى من الاحياء التي تشارك الانسان المعيشة على كوكب الارض. اذن حان الوقت للانسان ان يدرك اهمية الموارد المتجددة والحفاظ عليها واعادة تدويرها وتجديدها بالاضافة الى السيطرة على نمو السكان المتسارع فهي تمثل العمود الفقري للمجتمع الذي يسعى الى نظام مستدام للبيئة. فاذا وضع الانسان نصب عينيه هذه المبادىء وادخلها الى حيز التنفيذ في جميع المجالات من زراعة الى صناعة الى نقل فانه سيبني علاقة ثابتة ودية تتسم بالحكمة مع البيئة وبالتالي مع كوكبنا الأم (الأر ض) | |
|